لا شك أننا جميعاً كمواطنين وسياسيين مصريين نبحث عن أسباب الفشل في الحياة السياسية المصرية .. داخلياً وخارجياً ..
و أنا أعتقد أن فشل الخارجي مبني في الأساس على الفشل الداخلي .. لأننا لو امتلكنا داخل قوي .. سينبت له رد فعل خارجي أقوى .. باللحمة الوطنية .
فحين يصبح الحزب الحاكم هو الحزب الأوحد و هو صاحب القرارات المصيرية و تبقى بقية الأحزاب مجرد هوامش لا قيمة لها .. فمن الطبيعي أن يكون الحكم لمن بيده السلطة دون إيجاد معارضة حقيقية ..
ومن الطبيعي أيضاً أنه حين تجتمع الأحزاب المعارضة على هدم بعضها البعض .. أن يكون الوضع المأسوي الحاصل الآن على الساحة السياسية المصرية .. فإذا كانت أحزاب المعارضة ذاتها هي معول الهدم للأحزاب الشقيقة لا معول بناء وتكامل .. فلماذا نلوم الحزب الحاكم ؟ فقد تساوى الجميع في الهدم .!!
إن سبب فشل الأحزاب الغير معلن هو هذا الذي يسري بين جنبات الفكر الوحدوي المريض .. و محاولة الظهور على أكتاف الغير .. بل على رؤوس الغير .. وطمس كل من له روح الإبداع الوطني في مواصلة مسيرة الوطن نحو السلام الاجتماعي ..
ودور الصحافة الحزبية هنا دور له مردوده الواسع ..
و على نفس نهج الحزب الحاكم يسير رؤساء تحرير الصحف الحزبية .. في تفخيم أعمالهم .. وطمس أعمال الغير أو نسبها إلى أنفسهم .. مثلما حدث عقب مظاهرة المحلة . وتغطية بعض الصحف الحزبية لها .. وهنا يجب أن أشير إلى جريدة العربي خاصة . لأن قيادات الحزب العربي الناصري في مدينة المحلة هم أقرب أصدقاء لي في الساحة الحزبية .. ومن يرانا يحسبنا من حزب واحد .. لأننا ننتمي إلى هذه البلاد بلا تفرقة ونعلم أننا جميعاً جنود لهذا الوطن العظيم بما تحمله أنفسنا من حب لثرى مصر العظيمة .
المفاجأة التي لم أتوقعها حين جاءت مراسلة الجريدة مع قيادات الحزب لتغطية مظاهرة المحلة .. وأشار لها أخي وصديقي الأستاذ جابر سركيس إلى قيادات لجنة التنسيق بين الأحزاب جميعاً بما فيهم ( حسين راشد) و بدأت تأخذ أراء القيادات الحزبية فيما حدث .. وتعليقاتهم بل ورؤيتهم .. وكانت رؤيتي قد لفتت انتباه المراسلة الصحفية حتى أنه حين سألها أحدهم عن العنوان الذي سيحمل هذه الآراء .. وجدتها تقول أنه مما صرحت به ..
بالطبع كل هذا لم يظهر بعد حجم المؤامرة .. ولكن أظن أن كل من يقرأ سيصل إلى النتيجة المخجلة .