مبارك يناقش ومثقفي مصر ومفكريها قضايا الوطن الداخلية والخارجية

القاهرة: أكد الرئيس حسني مبارك خلال لقاءه يوم الخميس مع نخبة من الكتاب والمفكرين والمثقفين على وحدة النسيج الوطني المصري، مشيراً إلى دورهم في مواجهة دعاوي التطرف والانغلاق التي تجتاح الوطن في الفترة الأخيرة.

حضر اللقاء محمد سلماوي رئيس إتحاد الكتاب وكل من أنيس منصور والدكتور فوزي فهمي والسيد ياسين وخيري شلبي وأحمد عبد المعطى حجازي ويوسف القعيد والدكتور جابر عصفور والدكتورة عائشة أبو النور والدكتورة سامية الساعاتي وصلاح عيسى، فضلاً عن وزير الثقافة الفنان فاروق حسنى ووزير الإعلام أنس الفقى.

وأشار مبارك خلال اللقاء الذي امتد لأربع ساعات على عدم وجود أدنى تفرقة بين أبناء الوطن الواحد بسبب العقيدة أو الدين وأننا جميعا مسلمين ومسيحيين نعيش تحت علم واحد لوطن واحد يحكمه مبدأ المواطنة.

وناقش الرئيس مبارك مع مثقفي ومفكري مصر دور الدولة في المتغيرات الإقليمية والدولية والجهود التي تبذلها لإنجاح المفاوضات المباشرة بين ا الفلسطينيين والإسرائيليين ومواقف مصر الواضحة وعلاقاتها المتوازنة مع كافة الأشقاء العرب، مشيراً غلى الدور المصري المتنامي لتحفيز القارة العجوز لأداء دورها في دعم القضية الفلسطينية والمفاوضات التي تجري حالياً.

وتناول الرئيس مبارك المشكلات الداخلية التي يواجهها الوطن، وفي مقدمتها الزيادة السكانية وآثارها السلبية على التنمية، مؤكداً على حرصه على تنفيذ البرنامج الانتخابي، ومتابعة أداء الحكومة على الطبيعة خلال الزيارات الميدانية التي يقوم بها لكافة أنحاء الجمهورية.

ودعا الرئيس المفكرين والكتاب إلى أن تكون هناك أعمال إبداعية متنوعة تحدث عن حرب أكتوبر المجيدة وإحيائها في ذاكرة الوطن، على أن تكون هذه الأعمال وسيلة تعريف الأجيال القادمة من الشباب والنشء بانتصار أكتوبر العظيم الذي يمثل صفحة هامة ومشرقة في تاريخ مصر المعاصر.

وأكد الرئيس حرصه على حرية التعبير وتطور مسيرة الديمقراطية وحرية الإبداع ودعم الدور الوطني الذي يقوم به المثقفون والمفكرون في تناول هموم المواطن ومشكلاته وطرحهم للأفكار والرؤى لمستقبل الوطن وطموحاته، مشدداً على حرص الدولة على دعم دور المثقفين والمبدعين في مختلف المجالات.

وأصدر الرئيس مبارك أوامره بتخصيص 15 مليون جنيه كدعم للمشروع القومي للترجمة، و5 ملايين أخرى لإتحاد الكتاب، وعمل يوم احتفالي للفائزين بجوائز الدولة التشجيعية والتقديرية وجائزة مبارك، وتكريم هؤلاء الفائزين ويتوقع تحديد ذلك اليوم مع بداية السنة القادمة.

من جانبهم، عبر المفكرون والأدباء المصريون الذين عن تقديرهم البالغ لهذه اللفتة ذات المغزى من جانب الرئيس وسعادتهم لما أتسم به اللقاء المطول من شفافية وصراحة، وحرص واضح من جانب الرئيس على الاستماع باهتمام لشواغل مفكري مصر .

وقال رئيس المركز القومي للترجمة الدكتور جابر إن اللقاء اتسم بالعمق والروح الودية والمرحة، وأن الرئيس مبارك أدار حوار مفتوحا معهم، حيث تحدث الكتاب والمثقفون بكل وضوح، وأن الرئيس فتح لنا قلبه، ونحن من جانبنا فتحنا قلوبنا وعقولنا للرئيس.

وأضاف عصفور أننا من خلال ما استمعنا إليه من الرئيس مبارك، نستطيع أن نقول إننا شعرنا بالاطمئنان الكامل على مستقبل مصر، وتبددت الكثير من الهواجس والمخاوف التي كانت بداخلنا إزاء بعض القضايا قبل لقاء الرئيس.

وأوضح أنهم تناولوا الواقع السياسي المصري، وعلاقات مصر الإقليمية والدولية، بجانب بعض القضايا المتعلقة بتنمية الوعي العام لدى المواطنين، بما يحول دون محاولات من جانب أي أطراف خارجية لتشويه الواقع أو بث بذور الفتنة الطائفية بين أبناء الوطن الواحد.

وقال رئيس تحرير جريد القاهرة الكاتب الصحفي صلاح عيسى إن الرئيس مبارك تطرق بصراحته المعهودة إلى مناقشة عدد من القضايا الداخلية والخارجية، ومنها القضايا اليومية التي تشغل بال المواطن المصري مثل الأسعار.

وأوضح عيسى أنه لفت نظره تأكيد الرئيس مبارك على عدم قبول مصر أية تدخلات أو أملاءات أجنبية في سياسيتها، إضافة إلى تأكيد الرئيس البالغ على حماية الحريات السياسية والعامة، مشيراً إلى أن مصر تتمتع بما يليق بها ومكانتها بهذا الخصوص.

وقالت أستاذ علم الاجتماع الدكتورة سامية الساعاتي ''إن اللقاء مع الرئيس مبارك كان شفافا للغاية استمع خلاله الرئيس بانفتاح لكل القضايا التي نوقشت، وأظهر تجاوباً كبيراً.

وأشارت الكاتبة عائشة أبو النور إلى أن الرئيس مبارك كان حريصا على أن يستمع من مثقفي مصر، أكثر من أن يتحدث إليهم، مؤكدة أن الرئيس شدد على دعمه للمرأة في كافة المجالات، حتى تتبوأ المكانة التي تليق بها، وأنه لا يتردد في ترشيح الكفاءات من السيدات لتولى المناصب القيادية، مشدداً على رفضه لأية صورة من صور التمييز سواء على أساس الدين أو الجنس.

وأضافت أبو النور أن الحديث عن ذكرى انتصار أكتوبر حظي باهتمام بالغ من الرئيس والمثقفين، باعتباره إنجازا تاريخيا ونصراً عزيزا على قلب كل مصري وعربي، واستمر الحوار حول حذا الانتصار نحو الساعة، وتحدث الرئيس عن أهمية إنتاج أفلام وثائقية وأعمال درامية تجسد قيمة هذا النصر المصري العظيم.

من جانبه، قال المفكر الكبير السيد يس إن الحوار اشمل على كافة قضايا العمل الوطني الداخلية والخارجية، وتم خلاله التركيز بشكل خاص على التحديات الداخلية منها قضايا التنمية والتعليم والصحة، مضيفاً أنه تمت مناقشة قضايا الإصلاح السياسي والديمقراطي في مصر، وأن الرئيس مبارك مهتم جداً بتلك القضايا.

» الخارجية: لن نسمح لأي طرف حتى أمريكا بالتدخل في الشئون الداخلية لمص
» السعودية تكشف‮ ‬غموض تأجيل زيارة‮ ‬الرئيس مبارك للعاهل السعودي
» د. حاتم الجبلى: جمال مبارك «فاهم مشاكل البلد».. والبرادعى «محتاج ياخد لفَّة» فى مصر
» بناء على مشروع قرار للرئيس مبارك مجلس الوزراء يوافق على تطبيق نظام الساعات المعتمدة بالتعليم الجامعي